صلاة التهجد التهجد هو من النوافل التي يضمن بها المسلم منزلته في الجنة، وصلاة التهجد تعني الصلاة في جوف الليل والناس والنيام، وهي سُنّة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنّ مكانته في الجنة محفوظة، لكن لقيام الليل له روحانيّة أخرى فلا صوت يسمع إلا صوت المرء فقط، فيقنُت ويكثر من الصلاة والدعاء؛ لأنّ التهجد يستجاب فيه الدعاء.
أمر الله تعالى رسوله الكريم قيام الليل في سورة المزمل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 1-4]، ويكون ميقات هذه الصلاة في الثلث الأخير من الليل قبل طلوع الفجر، فهنا يترك المسلم فراشه الدافئ وراحة النوم، ويتوضأ ثمّ يقوم ليله في هذه الأوقات تكون مباركة؛ لأنّ الله عزّ وجلّ ينزل إلى السماوات ليجب دعوة الداعي إذا دعاه، ويخلص النية في الوقوف والصلاة بين يدي الله عزّ وجلّ، وقد يتساءل المرء في نفسه: كيف أصلي صلاة التهجد؟
كيفيّة تأدية صلاة التهجد - يعقد المسلم النية، ثمّ يقوم من الفراش، ويتوضأ ويحسن وضوءه، ثمّ يشدّ المئزر ويصلي عدد ما شاء من الركعات؛ لأنّ التهجد من النوافل، والنافلة هي صلاة لا محدودة الركع إما فردي وإما زوجي، ورُوي أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم ليله بإحدى عشرة ركعة.
- يستطيع المرء أن يصلي مثنى مثنى، ولا بأس من يبدأ بركعتين يجهر فيهما بالقراءة حتى لا يغلبه النعاس والنوم، ولا أن يخطئ في القراءة، ويستحب أيضاً أن يوقظ أهل بيته لأداء هذه الصلاة لما لها فضل عظيم، وعند الركوع أثناء الصلاة عليه الإطالة ويكثر من الثناء والحمد لله تعالى، وكذلك عند السجود أن يطيل في سجوده؛ لأنّه أقرب إلى الله تعالى في خشوعه، ويكثر من التسبيح، ويطيل في الدعاء ويلح في ذلك ولا ييأس لأنّ الله سميع للدعاء.
- يقرأ المسلم القرآن الكريم ويطيل في القراءة بتلاوة جزء أو جزئين أو ما يقدر عليه، ثمّ ينهض إلى الصلاة مرة أخرى ويقرأ ما تيسر من سور القرآن، كما يجوز له أن يجهر بصلاته أو يُخافت بها وعليه الاعتدال في ذلك.
- يختتم المسلم صلاة التهجد عليه أن يوتّر، فالوتر هو آخر ما يختم به المرء صلاته كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (اجعلوا آخرَ صلاتِكم بالليلِ وترًا) [صحيح]، أما في شهر رمضان فيستحب التهجد بعد صلاة التراويح التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء، وفي رمضان الليالي مباركة فالأجر مضاعف، فبذلك من يقوم التهجد عليه ألا يوتر بعد صلاة العشاء بل يوتر بعد التهجد إذا عقد نية التهجد وقام ليله.